يقترح الكاتب الصحفي أحمد عجب 7 إجراءات أساسية يجب أن تقوم بها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة إذا أرادت سعودة حقيقية للوظائف، وأبرزها أن القاعدة الأساسية هي "العمل حقٌّ للمواطنِ" والبرامج الاستثنائيَّة (أجنبة) بعضِ الوظائفِ المهنيَّةِ الدونيَّةِ، وأن يتم إبعاد المشرفِ الأجنبيِّ في الشركات والمؤسسات.
وفي مقاله "إذا تبغون سعودة حقيقية؟!" بصحيفة "المدينة"، يقول "عجب": "أصدرَ المرصدُ الوطنيُّ للعملِ (NLO)، في يناير 2024م، منشورًا مفصَّلًا حولَ سوقِ العملِ السعوديِّ، أظهرَ فيهِ أنَّ إجماليَّ العاملِينَ بالقطاعِ الخاصِّ بلغَ (11,054,576) عاملًا، منهم (8,726,718) مقيمًا أجنبيًّا، ومنهم (2,327,858) مواطنًا سعوديًّا فقطْ، ما يعنِي أنَّ كفَّـة المقيمِـينَ الأجـانبِ، لا تزالُ هِي الأرجحُ والمسيطِرةُ، وهِي الأوفرُ حظًّا في ملءِ الشواغرِ الوظيفيَّةِ!!".
ويعلق "عجب" قائلا: "لا شكَّ أنَّ هناكَ زيادةً ملحوظةً بأعدادِ السعوديِّين بالقطاعِ الخاصِّ، نتيجةَ الإصلاحاتِ الاقتصاديَّةِ والمبادراتِ الحكوميَّةِ، لكنَّنا بحاجةٍ لتوجيهِ رسالةٍ للمواردِ البشريَّةِ لا تخلُو من الشفافيةِ: إذا تبغُون سعودةً حقيقيَّةً، يجبُ أنْ تكونَ القاعدةُ الأساسيَّةُ «العمل حقٌّ للمواطنِ» والبرامج الاستثنائيَّة (أجنبة) بعضِ الوظائفِ المهنيَّةِ الدونيَّةِ".
ويؤكد "عجب" أنه: "إذَا تبغُون سعودةً حقيقيَّةً: يجبُ تطبيقُ المادَّة 26 من نظامِ العملِ، التِي تؤكِّدُ أنَّه: على جميعِ المنشآتِ بمختلفِ أنشطتِهَا، وأيًّا كانَ عددُ العاملينَ فيهَا، العملُ على استقطابِ السعوديِّين وتوظيفهُم، وتوفيرُ وسائلِ استمرارِهم بالعملِ، وأنْ لا يقلُّ عددهُم لدَى صاحبِ العملِ عن 75% من مجموعِ عمَّالهِ".
كما يطالب الكاتب بتخفيضِ ساعاتِ العملِ إلى 40 ساعةً أسبوعيَّا، ويقول: "إذَا تبغُون سعودةً حقيقيَّةً: يجبُ أنْ تحبِّبُوا الوظائفَ الأهليَّةَ بالقطاعِ الخاصِّ في نفوسِ طالبِي العملِ، وذلكَ بتخفيضِ ساعاتِ العملِ إلى 40 ساعةً أسبوعيَّا، وثماني ساعاتٍ يوميًّا، ويومَي إجازةٍ، يجبُ أنْ توحِّد مدَّة الإجازةِ السنويَّةِ وإجازاتِ الأعيادِ معَ الإجازاتِ المقرَّرةِ بأنظمةِ الخدمةِ المدنيَّةِ مراعاةً للحياةِ الأُسريَّةِ".
ويلفت "عجب" إلى مشكلة المشرف الأجنبي، ويقول: "إذا تبغُون سعودةً حقيقيَّةً: يجبُ الحدُّ من تكدُّسِ العمالةِ الأجنبيَّةِ بالمنشاتِ التجاريَّةِ، وتسلُّط المشرفِ الأجنبيِّ من مصطفَى لطونِي لأبي هنيَّة، يجبُ خلقُ بيئةِ عملٍ محفِّزةٍ للموظفِينَ السعوديِّين ومنحهم المزايَا الكبيرةَ: رواتبُ مجزيَّةٌ، بدلاتٌ عاليةٌ، عمولاتٌ كافيةٌ، وسلَّمُ رواتبَ يضمنُ تكافؤَ الفرصِ بالعلاوةِ والترقيةِ، يجبُ حصرُ الوظائفِ الإشرافيَّةِ والقياديَّةِ على الكفاءاتِ الوطنيَّةِ".
ويرفض الكاتب فصل العامل إلَّا لأسبابٍ مشروعةٍ، ويقول: "إذا تبغُون سعودةً حقيقيَّةً: يجبُ أنْ يكونَ نظامُ العملِ الظَّهر الذِي يستندُ إليهِ الموظَّفُ السعوديُّ ليحميه من قطعِ رزقهِ لأسبابٍ شخصيَّةٍ أو كيديَّةٍ، ولنْ يتحققَ ذلكَ إلَّا بتعديلِ الموادِّ ٥٣، و٥٥، و٧٤، و٧٥، و٧٧، و٨٠، بحيث إنَّه لَا يجوزُ قطعيًّا إنهاءُ أو فسخُ عقدهِ إلَّا لأسبابٍ مشروعةٍ يتمُّ حصرُها بكلِّ شموليَّةٍ".
ويضيف "عجب" قائلا: "إذا تبغُون سعودةً حقيقيَّةً: يجبُ أنْ يصلَ مجتمعنَا لمرحلةِ أنَّ طالبَ العملِ السعوديَّ لا ينتظرُ أكثرَ من شهرٍ بعدَ تخرُّجهِ حتَّى يجدَ وظيفتهُ المناسبةَ، وأنْ يجدَ الموظفُ المفصولُ من عملهِ لأسبابٍ عائدةٍ للشركةِ، الوظيفةَ البديلةَ الأفضلَ راتبًا ومزايا من وظيفتِهِ الحاليَّةِ، قبلَ انتهاءِ مدَّةِ إشعارِ إنهاءِ خدماتِهِ".
وينهي "عجب" بضرورة أن يشعر الشاب أن العمل بالقطاع الخاص أفضل من الحكومة، ويقول: "إذا تبغُون سعودةً حقيقيَّةً: والفخرَ بعملهِ بتلكَ المنشأةِ التجاريَّةِ، يجبُ تجنيبهُ الشعورَ بالخجلِ عندَ حضورهِ مناسبةً اجتماعيَّةً، أو تقدُّمهِ لخطبةِ بنتِ أسرةٍ مرموقةٍ، يجبُ تجنيبهُ كليًّا سماع تلكَ العبارةِ المؤذيةِ والمحبطةِ: «ليه مَا تدورُ لكَ وظيفةً حكوميَّةً»؟!"