سواعد أبناء الوطن تُعيد تأهيل "جدة التاريخية" على مرتكزات اقتصادية

لم تتجاهل رؤية المملكة لعام 2030، الشأن التراثي والثقافي، فأولته كثيراً من البرامج والخطط المُحكمة، للإعلاء من شأن المناطق التاريخية، والمحافظة عليها من الاندثار؛ ليس هذا فحسب، وإنما استثمار هذه المناطق في صورة مشاريع استثمارية وسياحية عملاقة، تدر على البلاد كثيراً من الأرباح.

ويعد التراث والثقافة مكوناً رئيساً في برنامج تحسين جودة حياة المواطنين والمقيمين، ويتمحور عمل الحكومة الرشيدة حول انتقال البلاد نحو مستقبل أكثر حداثة واستدامة مع الحفاظ في الوقت نفسه على إرثها الحضاري، وأمام هذه الأهمية الكبرى للتراث، تواصل المملكة التركيز والتوسع في أنشطتها الثقافية على المستويات كافة.

وجاء مشروع تدعيم وانقاذ المباني الآيلة للسقوط في مدينة جدة التاريخية، وبتوجيهٍ ودعمٍ من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بمبلغ 50 مليون ريال من نفقته الخاصة، ليؤكّد حرص المملكة على الارتقاء بالأماكن التراثية في المدينة القديمة، التي حصلت على موافقة لجنة ‏التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو باعتماد منطقة جدة التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي في عام 2014.

وتسعى الجهات ذات الاختصاص إلى الحفاظ على الثراء التاريخي والتراثي، وتسجيل المواقع الأثرية والتراثية في قائمة التراث العالمي (اليونيسكو)، وإبرازها للعالم، وتمّ تسجيل 6 مواقع حتى الآن، تميّزت بقيمتها التاريخية والتراثية التي جعلتها تتأهل لتكون مصدر إشعاع حضاري وجذب سياحي متميز على مستوى العالم.

وانتهى البرنامج من تدعيم وإنقاذ 56 من المباني التراثية الآيلة للسقوط في منطقة جدة التاريخية، حسب متطلبات اليونسكو لتسجيل جدة التاريخية في سجل التراث العالمي، وجاء ذلك في إطار حرص سمو ولي العهد الشديد، على المباني التاريخية في المملكة، والتأكيد على ضمان استمرارها في حالة ممتازة كشواهد راسخة على العمق الحضاري للمملكة.

وما يلفت الأنظار، توجيه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن يكون مشروع التدعيم وانقاذ مباني جدة التاريخية بسواعد وطنية، والتوجيه لوزارة الثقافة على تكوين فرق لأعمال الترميم من الشباب السعوديين، وذلك بإشراف فنيين ذوي خبرة بالمباني التاريخية، على أن يتم التنفيذ وفق تصميم التراث العمراني المميز لجدة التاريخية وعناصره المعمارية الفريدة.

وأطلق الأمير محمد بن سلمان، المخطط العام لمشروع "إعادة إحياء جدة التاريخية" في عام 2021، وذلك ضمن برنامج جدة التاريخية الذي يهدف إلى تطوير المجال المعيشي في المنطقة لتكون مركزاً جاذباً للأعمال وللمشاريع الثقافية، ومقصداً رئيساً لروّاد الأعمال.

ويعد التراث العمراني من ثقافة وهوية المدن والمجتمعات، وهو مفهوم يتضمن العناصر الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والعمرانية، وهو الجانب المادي من التراث الحضاري، ويمثل ذاكرة الأمة بكل ما فيها من أحداث تمّت على مر التاريخ، وتأثرت بالظروف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية، ويعكس عمق التفاعل الإيجابي للإنسان مع البيئة المحيطة.

وبُنيت جدة التاريخية على أرض ساحلية جذابة، جعلتها مركزاً بشرياً يضم عديداً من الثقافات عبر السنين، وتكشف هذه المنطقة الستار عن تراث إنساني، قاومت أسواره العوامل التاريخية بثماني بوابات عُرفت بقصصها التاريخية، إلى جانب أكثر من 10 بيوت أثرية، يُشاد بتصاميمها المميزة، وأسماء أسرها العريقة.

Provided by SyndiGate Media Inc. (Syndigate.info).

2024-03-29T13:38:58Z dg43tfdfdgfd